كل عام وأنت ياوطني بخير

كل عام وأنت ياوطني بخير

رغم ضباب الحزن الذي يلفك , و الصمت الرهيب الذي يصلنا صداه الأليم ,ورغم تلك الطيور السوداء التي تحلق في فضاءك وتنعق بنذير الشر والشؤم , أقول لك كل عام وأنت بخير ياوطني
وكل عام وأنت شامخ بصمودك ومتحدياً بأبنائك الأبطال سيول الفتن والمؤامرات , وبراكين الحقد التي تتقاذفك حممها بين الحين والآخر على أيدي قتلة الأنبياء وسفكة دماء الشهداء...
كل عام وأنت أبياً حراً تعلو وتسمو فوق كل ما عاثت به الأفاعي وأذنابها , والماكرين ومن يسيرون في قطعانهم ينبحون لهم دون أدنى خجل أو حياء بل يجاهرون بتخلفهم وجهلهم وسوداوية قراراتهم التي يستمدونها من عروش أسيادهم الطامعين باستعادة عرش امبراطوريتهم البائدة على أكتاف شعبنا البائس ومن خلال مجموعة من الجهلة المتآمرين ,الذين أعمتهم الأموال عن حقيقة المؤامرة على شعبهم وأصابتهم لوثة الحكم بالجنون فأخذوا يتخبطون في قراراتهم و لم يجرؤوا على الوقوف في وجه قادتهم
ومخططاتهم الاستعمارية فأمسكوا بسياطهم وانهالوا بطشاً بأبناء شعبهم وحولوا حياته إلى جحيم وحصاره إلى لعنات ستطاردهم أينما كانوا...
لكن على الرغم من هذا البؤس وتلك الأحزان ستبقى ياوطني عصياً على الركوع وستبقى وطن المجد ومهد الأنبياء وصرح الثورة والبطولة لأننا لم نفقد العزيمة في رجالنا والصبر والتضحية في نسائنا ولأننا على يقين أنه طالما يوجد طفل على أرض فلسطين فالنصر آت والفرج قريب نراه دائماً وسط حطام اليأس المحيط بنا يختال على جواده مبشراً بالغد الجميل رافعاً راية الأمل والتفاؤل متحدياًً للمستحيل..
فاهنأ ياوطني ولاتدعهم يضعفون من إرادتك فأنت أعظم من جميع ما يحيكونه ضدك ..
ولاتخش من قطيع ذئابهم ومن أولئك الذين يسيرون في ركبهم فأسودك من عرينها إذا زأرت جعلتهم أثراً بعد عين , فليتمادوا في غيهم وغرورهم فساعة الحسم اقتربت وعيون صقورك لهم بالمرصاد وهاهي تتهيأ للحظة الانقضاض ..
وحتى تأتي تلك اللحظة المنتظرة نقدم لك باقة من ورود الفرح لنرسم بها ابتسامة على وجه أطفال وطننا ونقول لك كل عام وأنت أجمل وطن .