[وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالحَجِّ ]
أيام قلائل ويتعالى نداء التلبية :
[ لبيك اللهم لبيك ، لبيك لا شريك لك لبيك ، إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك ]
والمسلمون ما بين متمنٍ تهفو نفسه شوقاً لتلبية النداء حبسته الأعذار ، وبين من أزمع الحج وشد الرحال ..
ملبين بأفئدتهم المؤمنة الموحدة على اختلاف أجناسهم وتعدد ألوانهم واختلاف قبائلهم وأنسابهم ..
فريضة عظيمة وركن لهذا الدين ، فرضها الله تعالى عليهم في العمر مرة واحدة ..
فضائله جليلة وأجوره كبيرة ، لما فيه من المشقة على الأنفس التي يتطلب منها مفارقة الأوطان
والمألوفات من أهل ومال ..
أيام يقضيها الحاج بين وقوف بعرفة ومبيت بمنى ومزدلفة ، وبين رمي وحلق وطواف ،
كلها ذكر وخضوع للعزيز الغفار ، مقتفياً أثر النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم حيث قال :
[ خذوا عني مناسككم ] .
يرجو بذلك محو السيئات والخطايا ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول :
[ من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه ] لفظ البخاري .
أجور عظيمة وهبات من الكريم جل وعلا ، تحثنا على المسارعة للفوز بها ..
وقد كان بعض الصالحين يتحسر إذا فاته الحج ، ويقول :
" لئن سار القوم وقعدنا ، وقربوا وبعدنا فما يؤمننا أن نكون ممن :
[ كَرِهَ اللهُ انْبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ القَاعِدِينَ] ..
فمن فاته الحج في أعوام مضت ، فليعقد العزم على أدائه في هذه السنه ، وليصدق النية لينال الدرجات العالية.
وعلى من نوى الحج أن يلم بأحكامه جميعاً ، ويتفقه في أركانه وواجباته ، ويعرف محظوراته وما يمكن
أن يقع فيه الحاج من أخطاء ليتجنبها ، فيكون بذلك قد أدى النسك على أكمل الوجوه .
منقول للتذكير